إحتوت مدوّنة Rippling Brainwaves على قائمة مثيرة للإهتمام حول: أسوأ سؤال في المقابلة الشخصيّة -ونعني- ما هي أعظم مواطن ضعفك؟ والأسئلة المتّصلة بها، فيم أنت سيء؟ أو في أيّ المجالات أنت تحتاج على تحسين؟.
كمرشّح لوظيفة وتواجه هذا السؤال في مقابلة شخصيّة، فأنت لا تريد تجنّب أو التهرّب من هذا السؤال، ولا تريد أن تكذب، ولكن أيضاً لا تريد إفساد مقابلتك الشخصيّة بالكشف عن نقاط ضعف واضحة.
لذا، كيف تجيب عن هذا السؤال على نحو فعّال؟
[] منظور صاحب العمل:
أوّلا، لنتكلّم عن السبب الذي من شأنه يقوم المقابل بطرح هذا السؤال، هل تخدم أيّ غرض منطقيّ أو شرعيّ؟
من منظور صاحب عمل محتمل، هذا النوع من الأسئلة المفتوحة وغير المحددة يمكن أن يكون جيّداً لنرى كيف يتعامل المرشّح مع الضغوط والتحدّيات، الأجوبة ممكن أيضاً أن توفّر عمق الوعي والنضج، وعملية التفكير من المقابلين، والتي يمكن أن تكون مفيدة في إتخاذ قرار نهائيّ بالتساوي بين عدّة مرشحين مؤهّلين.
في كتابه العمل بالذكاء العاطفيّ، يناقش -دانيال جوليمان- بأنّ الذكاء العاطفيّ يسمّى مهارات أوّليّة والتي ممكن أن تحدث فرقاً هائلاً في مكان العمل، وكثيراً ما تميّز النجوم البارزون من العمّال العاديين، واحدة من مهارات الذكاء العاطفيّ هذه هي الوعي الذاتيّ والقدرة على التكيف مع مواطن القوة الخاصة بنا، والقيود والضعف.
من منظور الذكاء العاطفيّ، هذا النوع من الأسئلة يوفّر عمق في مهارات الوعي الذاتيّ للمرشّح، وكشف ما إذا كانوا تعرّفوا على مواطن ضعفهم أم لا، وكم من الوقت فكّروا فيها؟ سواء كان بإمكانهم التعلّم من تجارب الماضي، وما هي إجراءات التنمية الذاتيّة إن وجدت، التي يتّخذونها، وأودّ أن أقول إنّ أرباب العمل لا يبرّرون فقط في طرح هذا السؤال، ولكنّه في الواقع يمكن أن يساعدهم في إكتشاف إمكانات النجوم البارزين المحتملين في مجموعة المرشحين.
[] كيف تجيب بشكل فعّال؟!
بدلاً من النظر إلى هذا السؤال والذي يسأله المقابلون على أنّه مجرّد سؤال مملّ أو غبي أو ليس له مغزى، سؤال والذي فقط تحتاج أن تستخدم إجابة مستهلكة يردّدها الجميع والذي سبق وأن سمعه المقابلون ملايين المرات من قبل، أو سؤال حيث تحتاج بطريقة أو بأخرى أن تخدع المقابل أو تحتال عليه، بدلاً من كلّ ذلك بإمكانك النظر إلى هذا السؤال على أنّه فرصة لتتألّق وتبرز، لإظهار مهارات ذكائك العاطفيّ، ولتميّز نفسك عن بقيّة المرشحين المتنافسين على الوظيفة.
هنا ثلاث نصائح لمساعدتك على الإجابة على هذا السؤال بشكل فعال:
1= أن تكون مستعدا:
يعتبر هذا السؤال من أنواع الأسئلة والتي يجب أن تفكّر بها مليّاً وتدرسها بشكل مطوّل وتخرج بإجابة لها في وقت مبكر قبل موعد المقابلة الفعلية حتّى لا تكون في مأزق وقت المقابلة، فأنت لا تريد أن تخرج بإجابة هناك على الفور بدون دراسة مسبقة.
أن تكون مستعدّاً ليس أمراً سيّئاً ولا يعدّ كذباً، إنّه الأمر الذي سيميّز بينك وبين جماعة المرشّحين.
القيام بعمل يعتبر جزءاً من عمليّة الاستعداد، وممارسة وعيك الذاتيّ، والتفكير بما هي مواطن قوّتك وضعفك ذات الصلة، والتعلّم من أخطاء الماضي.
بعد ذلك، قم بخطوة أخرى إلى الأمام، وفي الواقع أفعل شيئاً حيال بعض نقاط الضعف الخاصّة بك والأكثر أهميّة حتّى يمكنك تجنّب تكرار أخطاء الماضي.
ولكن ماذا إذ لم يقم المقابل بطرح هذا السؤال؟
تلك ليست النقطة! بصراحة عن طريق إعدادك الصادق لنفسك لهذا السؤال، أنت في الواقع تفعل شيئاً قيّماً جدّاً، شيء لا يميل إلى القيام به إلا صانعي النجوم المميّزين.
وهذا أمر يتوجّب عليك القيام به على أيّ حال، سواء أكانت لديك مقابلة شخصيّة أم لا.
2= أن تكون ذات صلة:
من غير شكّ، يمكنك أن تتّخذ النهج الآمن وتختار نقطة ضعف عامّة مثل أن تكون مشوّشاً، أو منشداً للكمال، أو مسوّفاً، وبعد ذلك تقول لهم كيف تعمل فعلاً على تحسين هذا الضعف وكيف تغلبت عليه فعلاً.
أو قد تتمكّن من تجريب حيلة نفسيّة لإعادة السؤال على المقابل وتقول شيئا مثل: موطن ضعفي هو أنّني أحبط بسبب الروتين وعدم وجود عمل، أنا أريد إنجاز الأمور.
فقط تذكّر أنّ هذه الإجابات المستهلكة هي التي سيسمعها المقابلون من أغلب المرشّحين للوظيفة، والخدع التي تقوم بها قد تعطي عكس النتائج المرجوّة.
إذا كنت تريد حقّاً أن تظهر بأنّ لديك وعياً ذاتيّاً، بإمكانك أن تسلك نهجاً أشدّ خطورة، وذلك بأن تختار موطن ضعف وثيق الصلة بعملك.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت مطوّر برامج إلكترونيّة، يمكنك أن تقول شيئاً مثل: أنا أحياناً أركّز كثيراً على حلّ المشاكل التقنيّة ولا أكتفي فقط بالإعتقاد بما هي الحاجة الحقيقيّة.
ثمّ شرح ما هي الخطوات التي تتّخذها لتفادي هذه المشكلة في المستقبل.
إذا كنت تريد حقّاً أن تبرز، فحاول البحث عن مثال من عملك السابق لوقت كانت فيه هذه المشكلة ظاهرة، ماذا تعلّمت من نفسك، خبرات وممارسات عملك وجهودك، وكيف تخطّط لتجنّب الوقوع في نفس الخطأ في المستقبل.
يمكنك الحديث عن عمليّة تستخدمها الآن لتحديد الإحتياجات الحقيقيّة قبل بدء العمل على التصميم، أو كيفيّة إستخدامك لمراجعات تصميم إعتياديّ لضمان أنّ الإحتياجات الحقيقيّة قد أخذت بعين الإعتبار.
عن طريق إختيار ما هو ذات صلة وقابل للتطبيق على عملك، أنت تظهر للمقابل بإختيارك هذا بأنّك قادر على أن ترى بنفسك وتتعرّف على أخطائك، وأنّك أيضاً مطّلع على بعض المشاكل المشتركة والشائعة أو القضايا التي تواجه أعمالك.
من خلال عرض مثال عمليّ من عملك السابق، أنت لا تظهر للمقابل بأنّك تستطيع التعلّم من تجاربك الماضية فقط، وإنّما أيضا أنّك تأخذ دوراً إستباقيّاً في التطوير الذاتيّ والتعلّم المستمر.
3= ركّز على التقنيّة ومهارات العمل:
ثمة جانب آخر مهم من الذكاء العاطفيّ وهو الثقة بالنفس، لا الغطرسة، ولكن الثقة بنفسك في قدراتك، مهاراتك وإمكاناتك.
عندما تجيب عن هذا السؤال، أنت تريد أن تفعل ذلك بطريقة دالّة على الثقة، إختيار مثال مناسب من عملك السابق يدلّ على الثقة وأنّك على إستعداد لتحمّل المخاطر.
أمّا وقد قلت ذلك، إنّ معظم مدراء الموارد البشريّة يقترحون عليك أن تركّز على التقنيّات أو مهارات العمل إذا أمكن ذلك، وتجنّب الكشف عن المشاكل المحتملة مع مهارات الناس، حتّى إذا كنت قد إتخذت إجراءات تصحيحيّة.
مهارات الناس هي مجال يمكن أن يفسد مقابلتك الشخصيّة حتّى إذا كنت قد حللت هذه المشكلة بنجاح.
يجب عليك أن تبقى على إستعداد تامّ للإجابة على أسئلة في هذا المجال إن ظهرت، لا تتطوّع بها إن أمكنك إستخدام مهارة تقنيّة عوضاً عنها.
ونأمل أنّ هذه القائمة ألقت بعض الضوء على السبب الذي يجعل أيّ شخص يسأل أسئلة من هذا القبيل خلال مقابلة شخصيّة، وبعض الخطوات التي يمكنك إتخاذها لإعداد نفسك للردّ على هذا السؤال على نحو فعّال.
ـ بواسطة رودجر كونتسانس: التطوير الوظيفي.
ترجمة: مي أحمد الحمراني.
المصدر: موقع رسالة المرأة.